- • اضطراب التوحد (ِAutistic Disorder):

ويعد من الاضطرابات التطورية الشاملة ( Pervasive Developmental Disorders) والتي تؤثر على نمو الطفل في عدة جوانبكالتواصل الاجتماعي والتخاطب والقدرات الذهنية. وهناك اضطرابات اخرى عديدة مثل اضطراب اسبرجر

(Asperger's Disorder) وغيره ولكني سوف اسلط الضوء على اضطراب التوحد.

وتبدأ اعراض التوحد في الظهور في السنين الاولى من حياة الطفل ابتداءا من سنتين فما فوق، وتصبح اعراض التوحد اكثر وضوحا كلما تقدم الطفل في العمر.

وكما ذكرنا من قبل فان اضطراب التوحد يؤثر على نواح عديدة في حياة الطفل. وحسب الدليل التشخيصي والاحصائي الرابع لللاضطرابات النفسية فان اعراض التوحد ثؤثر على ثلاث نواحي في حياة الطفل وتسبب خللا فيها. فالتوحد يؤثر في التواصل الاجتماعي مع الاخرين ويؤثر في مهارات التخاطب والكلام واخيرا في الانماط السلوكية عند الطفل، وسوف نوضح كل منطقة على حدة.  ففيما يخص التواصل الاجتماعي فان الاعراض الموجودة تشير الى نقص ملحوظ في التواصل مع الاخرين كالنظر الى الغير اثناء التحدث، فالطفل المصاب بالتوحد غالبا ما يتحدث دون ان ينظر الى من يكلمه، وكذلك فان القدرة على التعبير والتفاعل مع الغير تكون محدودة. وهذا الامر يؤدي الى صعوبة في اقامة علاقات او صداقات مع اقرانه من الاطفال، والطفل التوحدي لا يسعى تلقائيا الى مشاركة الاخرين في الترفيه او الاهتمامات المشتركة وبالتالي ينتج عن هذا الامر ان الطفل يفتقر او يعجز عن اقامة علاقة اجتماعية حميمة. اما بالنسبة الى صعوبات التخاطب فانه من الملحوظ ان الطفل تكون لديه صعوبات في الكلام بحيث يكون هناك تاخرا او انعدما في الكلام وتكون الكلمات التي يتفوه بها الطفل قليلة او محدودة ولا يستطيع الطفل التوحدي ان يكون جملا من ثلاث كلمات او اكثر وبالتالي فانه لا يستطيع ان يروي رواية او ان يعطي شرحا مفصلا عن تجربة مر بها ، فعلى سبيل المثال اذا سئل الطفل عما فعله عندما خرج في نزهة مع اسرته او عندما ذهب الى السفر معهم فان الاجابة تكون مختصرة بكلمات محدودة دون شرح او اطالة في الكلام. كما انه يلاحظ عند الاطفال التوحديين انماط غريبة في الكلام كتكرار الكلمات او عكس القواعد ( يقول هو بدلا عن انا) وفي بعض الاحيان يستخدم الطفل لغة خاصة به او يتحدث بالفصحى وهو الامر الذي يستغرب منه الاخرون. اما المنطقة الاخيرة التي تتعلق في الانماط السلوكية فان الطفل التوحدي يكون لديه تكرارا آليا لأنماط محددة من السلوك والاهتمامات او النشاطات بحيث انه يشاهد برنامجا تلفزيونيا بشكل متكرر وممل ، ويكون لدى الطفل نمطا معينا في الاكل لا يريد ان يغيره بل يرفض تغييره ، وقد يهتم بنوع من الالعاب (كالسيارات) او نوع من الحيوانات بحيث يكون الاهتمام زائدا بشكل ملحوظ و غير مبرر، فالاطفال التوحدييون يتمسكون بطقوس معينة او روتين معين دون هدف واضح. وقد تصدر منهم حركات نمطية متكررة كحركة اليدين او هز الجسم للاامام والخلف او اية حركات او اصوات ليس لها معنى كالتحديق الدائم في السقف او في الاشياء المحيطة.

 

مما سبق يتبين لنا ان الطفل التوحدي يشكل عبئا كبيرا على الاهل حيث ان له وضعا خاصا به يجعله مختلفا عن اقرانه اجتماعيا وتعليميا ولذلك فهو بحاجة الى رعاية خاصة. ويجب على اهل الطفل الالمام باضطراب التوحد وما يؤدي اليه من اضطرابات في السلوك والكلام والتواصل مع الاخرين. ويجب عليهم استشارة المختصين في هذا المجال ووضع الطفل في الجو الدراسي والتاهيلي المناسب حتى لا يصاب الاهل بالاحباط او الملل الذي قد ينتج عن عدم فهم تصرفات الطفل التوحدي والقدرة على التعامل معه.

أقدم مجموعة واسعة من عمليات التقييم وتقديم العلاجات الطبية والنفسية في أكبر قدر من السرية.

العنوان:السالمية - شارع الخليج العربي - برج السيد علي - الدور السادس - مقابل مطعم مركز سلطان ونادي اليخوت
الهاتف: 25711102 - 25711103 - 67673500

الفاكس:

البريد الالكتروني:[email protected]